
بقلم: اللواء الركن المتقاعد عدنان أحمد الرقاد
مدير عام المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء
في كل عام، تطلّ علينا المناسبات الوطنية، لا كتواريخ تُسرد، بل كنبضٍ حيّ يسري في شرايين الأردنيين، ويوقظ فيهم الكبرياء والاعتزاز، ويُشعل في القلب جذوة الوفاء لوطنٍ نحبّه، ونفتديه، ونحيا لأجله. نحتفل بذكرى الثورة العربية الكبرى، ويوم الجيش العربي، وذكرى الجلوس الملكي، وكأنها مواسم فخرٍ لا تنقطع، تستنهض الهمم، وتُذكّرنا أن حب الوطن عقيدة لا تتبدل، وأن رايته لا تنكس ما دام فيه شعبٌ أبيّ وجيشٌ لا ينام.
ما زال المتقاعدون العسكريون، كما كانوا دومًا، على عهد الوفاء والانتماء، أوفياء للقسم، مخلصين للراية، ثابتين في مواقعهم، راسخين على درب التضحية. لم تُطفئ الأيام جذوة عطائهم، ولم تُثنِهم السنون عن مواصلة الرسالة، لأن الجندية ليست مجرد وظيفة، بل روح لا تفارق الجسد، ومبدأ لا يتغيّر.
لقد كانت الثورة العربية الكبرى انبعاثًا لكرامة الأمة، وإحياءً لروحها بعد طول خنوع، وكان لرايتها الهاشمية أثرٌ خالد، زرع في الأرض العربية بذور النهضة والوعي، وفتح الباب أمام ولادة الدولة الأردنية الحديثة، دولة قامت على قيم العدل والشرف والعروبة والحرية. ومن رحم تلك الثورة، وُلد الجيش العربي المصطفوي، الحامل لرسالتها، والحارس لإرثها، جيش العقيدة والمبدأ، الذي لم يحد يومًا عن درب الشرف، وظلّ درع الوطن وسياجه الأمين.
أما في التاسع من حزيران من كل عام، فيقف الأردنيون إجلالًا أمام ذكرى الجلوس الملكي، ذلك اليوم الأغرّ الذي تولّى فيه جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين سلطاته الدستورية، مواصلًا مسيرة البناء والنهضة التي أطلقها الملك المؤسس عبد الله الأول، وكرّسها الملك طلال بن عبد الله، ورسّخها الحسين الباني، طيّب الله ثراهم جميعًا. لقد جاء جلالة الملك عبد الله الثاني ليحمل الأمانة بثقة، ويقود البلاد بحكمة، ويجعل من الأردن قصة نجاح تتردد في محافل العالم، أساسها الإنسان، وعمادها المؤسسات، ورايتها التحديث والتمكين، دون أن يفرّط بذرة من ترابه أو يتنازل عن ثوابته.
إن هذه المناسبات الوطنية المجيدة، بكل ما تحمله من رمزية وقداسة، هي لحظة تأمل في ما أنجزنا، وعهد جديد نُجدد فيه البيعة والولاء والانتماء، ونغرسه في نفوس أبنائنا ليظل الوطن أكبر من أهوائنا، وأقدس من مصالحنا، وأقرب إلى أرواحنا من أنفسنا.
وفي هذه المناسبات العزيزة، يسرّني باسمي ونيابة عن رفاق السلاح من المتقاعدين العسكريين، أن أتقدم بأسمى آيات التهنئة والتبريك إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، وإلى شعبنا الأردني العظيم، بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وذكرى الثورة العربية الكبرى، ويوم الجيش العربي، وعيد الجلوس الملكي، سائلين الله أن يديم على وطننا الغالي نعم الأمن والعز والاستقرار، وأن تبقى رايته خفّاقة في علياء المجد.
كل عام وأنتم بخير،
وحمى الله الأردن، وحمى الله جيشه، وحمى الله قائد الوطن